داعش قتل العشرات وخطف 400 مدني في دير الزور 40 قتيلاً في غارات جوية روسية أو سورية على الرقة
أقدم تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) على خطف ما لا يقل عن 400 مدني اثر هجوم عنيف شنه السبت وأحرز خلاله تقدماً في مدينة دير الزور بشرق سوريا، حيث قتل العشرات. شن الهجوم وقت يخوض التنظيم المتطرف قتالاً على جبهات عدة وتستهدفه غارات جوية روسية وسورية واخرى لطائرات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. وأفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان "داعش" خطف 400 مدني على الاقل، بينهم نساء واطفال من عائلات مسلحين موالين للنظام السوري، من سكان ضاحية البغيلية التي سيطر عليها السبت ومناطق محاذية لها في شمال غرب مدينة دير الزور. وقال إن التنظيم المتطرف نقل المخطوفين، و"جميعهم من الطائفة السنية"، الى مناطق أخرى خاضعة لسيطرته. وقتل في هجوم السبت 135 شخصاً على الاقل بينهم 85 مدنياً و50 رجلاً من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها، استناداً إلى المرصد الذي أفاد ان التنظيم أعدم العدد الأكبر منهم. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" عن "مصادر أهلية أن إرهابيين من داعش ارتكبوا مجزرة مروعة بحق أهالي قرية البغيلية... راح ضحيتها نحو 300 مواطن". وشن التنظيم الجهادي هجوماً واسعا على محاور عدة في مدينة دير الزور ونفذ عدداً من الهجمات الانتحارية وتمكن أفراده من التسلل الى ضاحية البغيلية ليسيطروا عليها. واوقعت التفجيرات الانتحارية والاشتباكات التي تلتها بين الطرفين نحو 42 قتيلاً من جهاديي التنظيم. وتدور حالياً اشتباكات متقطعة بين قوات النظام و"داعش" في شمال غرب مدينة دير الزور، وسط استمرار وصول تعزيزات عسكرية من عديد وعتاد لقوات النظام الى ضاحية البغيلية، التي استهدفت بعد منتصف الليل بغارات جوية مكثفة للطائرات الحربية الروسية. وتحدث مدير رامي عبد الرحمن عن مخاوف من ان "يقدم التنظيم المتطرف على اعدام المدنيين واتخاذ النساء سبايا كما حصل في مرات عدة سابقة". وهذه ليست المرة الأولى يخطف التنظيم المتطرف مدنيين، ذلك انه خطف 220 اشورياً في محافظة الحسكة بشرق البلاد في شباط 2014، واطلق العشرات منهم على دفعات مذذاك. وفي آب 2014 اعدم التنظيم المئات، غالبيتهم بعد اسرهم، من افراد عشيرة الشعيطات السنية التي كانت تقاتل ضده في شرق محافظة دير الزور. كما قتل 223 مدنياً خلال 48 ساعة في مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشمالي في حزيران 2015. وقتل التنظيم في آب 2014 أكثر من 200 جندي سوري اثر سيطرته على مطار الطبقة العسكري في محافظة الرقة. ويهدف التنظيم من هجومه الأخير على دير الزور الى احراز تقدم "لتعويض تراجعه في جبهات أخرى في سوريا"، وبات حاليا يسيطر على 60 في المئة من هذه المدينة، بحسب عبد الرحمن. ويسعى التنظيم المتطرف منذ أكثر من سنة للسيطرة على كامل محافظة دير الزور حيث لا يزال المطار العسكري واجزاء من مدينة دير الزور تحت سيطرة قوات النظام. ويسيطر التنظيم منذ عام 2013 على الجزء الاكبر من المحافظة وحقولها الرئيسية للنفط، وهي الاكثر انتاجاً في البلاد. ويخوض معارك عنيفة على جبهات عدة في البلاد في مواجهة الجيش السوري والمسلحين الموالين له أو القوات الكردية أو الفصائل الاسلامية والمقاتلة المعادية له. وقد مني بخسائر في ريف حلب الشمالي في شمال البلاد خلال الايام الاخيرة بتقدم قوات النظام في اتجاه مدينة الباب، أحد معاقله في هذه المنطقة. وقتل 16 عنصراً من التنظيم في اشتباكات السبت. كذلك خسر التنظيم المتطرف لمصلحة "قوات سوريا الديموقراطية"، وعلى رأسها "وحدات حماية الشعب" الكردية، سد تشرين الواقع على نهر الفرات في شمال سوريا. وحققت تلك القوات، وهي عبارة عن تحالف من فصائل كردية وعربية، تقدماً كبيراً في ريف الحسكة الجنوبي في أولى معاركها ضد التنظيم المتطرف ونجحت في طرده من مناطق واسعة. ولا يقتصر الامر على معارك ميدانية، بل تزدحم الاجواء السورية بالطائرات الحربية التي تستهدف التنظيم الجهادي، أكانت روسية أم أخرى تابعة للائتلاف الدولي. ومنذ بدء الحملة الجوية الروسية في نهاية أيلول، قتل 808 رجال على الأقل من "داعش" نتيجة غارات موسكو، حليفة دمشق. كما قتلت طائرات الائتلاف الدولي منذ انطلاق حملتها صيف 2014 حتى 23 كانون الاول 2015، 3712 جهادياً في إحصاء للمرصد السوري. وكان الباحث العراقي هشام الهاشمي، المتابع عن قرب لتحركات المجموعات الجهادية، قال إن "داعش" بدأ أخيراً يفقد زمام المبادرة، وذلك لأسباب عدة أبرزها الغارات الجوية وقطع العديد من طرق امداده. ويرى محللون ان التنظيم المتطرف يلجأ عادة الى شن هجمات عنيفة تلفت الانظار كما حصل في دير الزور لتعويض تراجعه في مناطق عدة. على صعيد آخر، قتل 40 شخصاً بينهم ثمانية أطفال في تسع غارات جوية شنتها السبت طائرات حربية روسية أو سورية على مدينة الرقة ومحيطها في شمال سوريا، معقل التنظيم الجهادي، كما قال المرصد السوري الاحد. واستهدفت الغارات مناطق سكنية عدة بينها دوار النعيم وحديقة الرشيد في المدينة. ويسيطر التنظيم على مدينة الرقة منذ كانون الثاني 2014 بعد معارك عنيفة مع الفصائل المقاتلة التي كانت استولت عليها في آذار 2013. المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية + رويترز
