الحياة على وقع تنظيم الدولة الإسلامية في دير الزور وريفها
أصدر تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة دير الزور وريفها شرقي سوريا، مؤخراً عدداً من القوانين الجديدة، بقصد تنظيم الحياة وفق رؤيته وسياسته الخاصة بالمرحلة.
قوانين جديدة إذ أكد نشطاء مدنيون لـ ARA News أنه «لم يعد يسمح لأي امرأة دون سن الأربعين بالسفر خارج أرض الخلافة بدير الزور، سواء كان برفقتها محرم، أو بدون محرم كما كان متعارفاً عليه».
من جانب آخر أصدر التنظيم بياناً يتعلق بعدم زخرفة المساجد وتزيينها، بالإضافة إلى منحه الأئمة والمؤذنين التابعين له بقرى ريف المدينة الشرقي رواتب بعد إخضاعهم لدورة شرعية، «كما دعا المنشقين عن النظام إلى الالتحاق بمعسكرات شرعية، مما تسبب بحالة من الخوف في مدينة الميادين»، حسب ما أكده لـ ARA News الناشط خالد العبود من الريف الشرقي للمدينة.
حالة كآبة العبود أشار أيضاً إلى أن «حالة من الكآبة يمر بها سكان المدينة لصعوبة الحياة في ظل تنظيم الدولة الإسلامية»، موضحاً أنه «هناك من يقوم من سكان مدينة موحسن بالريف الشرقي ببيع أدواته المنزلية كالبراد أو الغسالة، أو المكنسة وحتى مكيف التبريد في ظل الحرارة المرتفعة بالمنطقة وغيرها من الأدوات، لتدبير المصروف اليومي لعائلاتهم، وتأمين الطعام لهم، أو لأجل الهجرة إلى خارج سوريا».
مضيفاً «للأسف الوضع بالريف الشرقي كغيره من مناطق سيطرة التنظيم مأساوي للغاية، ولا يتحمل الإنسان العيش فيه، حيث أن البعض يلجأ إلى بيع قطعة أرض لتأمين نقود تمكنه من السفر إلى تركيا، أو أي مكان آخر يؤمن لهم مستقبلهم خارج جحيم التنظيم في دير الزور».
انتفاء الخدمات العامة فيما يقول الناشط المدني سالم العودات لـ ARA News «إننا لا نحصل على التيار الكهربائي إلا لساعات قليلة جداً باليوم، بالرغم من توفر المولدات الخاصة، إلا أن غياب فرص العمل وعدم توفر المال يمنع الكثيرين من الاستفادة منها».
لافتاً إلى أن «مؤسسات الخدمة العامة توقفت عن توفير الخدمات وتقديمها للمواطنين، فيما علقت الشركات العامة والبناء أعمالها، وبات آلاف العمال عاطلين عن العمل»، مشيراً كذلك إلى أن التنظيم قام «بقطع خطوط الهاتف الأرضي عن بعض المقاسم في البوكمال، بحجة عدم دفع الأهالي للجباية الشهرية المفروضة عليهم، والتي تبلغ قيمتها تقريبا 2 دولار».
بحسب العودات «قام التنظيم مؤخراً بقطع الكهرباء من الخطوط الدولية عن محولات الكهرباء في جميع القرى الواقعة على خط شامية، ويقوم فقط بتزويد المقرات الرسمية له ومحطات المياه بالطاقة الكهربائية، أما الناس فلا تصلهم الكهرباء بسبب قطعها عن المحولات الفرعية، وبذلك يكون توفر الكهرباء شبه مستحيل للمواطنين».
ارتفاع الأسعار بينما يتحدث لـ ARA News الناشط المدني المثنى السهيل عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في المدينة منذ دخول التنظيم إليها، حيث «تضاعفت أسعار المواد الغذائية إلى أرقام خيالية، وحليب الأطفال مفقود وإن تواجد فهو غالي الثمن بالنسبة للعملة السورية».
القوت اليومي يضيف السهيل بأن ارتفاع أسعار المواد وعدم توفرها «دفع بعدد من الأطفال الذين نزحوا عن مدينة دير الزور إلى الريف للعمل، والتسول نتيجة فقدان من يعيل أسرهم جراء المعارك على كامل الأراضي السورية».
يسرد السهيل قصص أولئك الأطفال، فبعضهم يقوم بتدريج عربة نقل صغيرة، لنقل بضائع الناس إلى الكراج بثمن بخس، وبعضهم يبيعون العلكة، أو البسكويت أو معدات المطبخ، أو مسواك أو شاي، أو علب محارم تنظيف ليحصلوا على لقمة عيشهم، فيما يجوب آخرون حاويات القمامة ليجمعوا علب المشروبات الفارغة، أو البلاستيك وغيرها ليبيعوها في مراكز تجميع القمامة بمقابل الحصول على قوت يومهم. المصدر: ARA News