كنت عبداً مسيحياً لداعش: رهينة سورية تروي محنتها.. وصعق بالكهرباء
عرفوا من اسمه أنه مسيحي. وكان ذلك كل ما يحتاجون إليه لاتخاذ القرار بخطفه. "اسمك غريب جدا" قال الرجل الداعشي الذي يرتدي ملابس سوداء وهو يتمعن ببطاقة هوية المسيحي. " فأدركت حينها أنهم فهموا أنني مسيحي."
قد روى الرجل قصته الرهيبة دون الكشف عن هويته في مقابلةٍ مع سولومه اندرسون من مجلة نيويورك، وهي ابنة الصحفي تيري أندرسون. ولد في سوريا، وكان عائدا من لبنان لزيارة عائلته بعد ان عبر 15 نقطة تفتيش للجيش السوري دون أي مشكلة، ولكن سرعان ما عاكسه الحظ عندما التقى بمجاهدين مجلس الشورى، وهي مجموعة انضمت في وقتٍ لاحق الى داعش. عصبوا له عينيه وقيدوه بالسلاسل وعذبوه وصعقوه بالكهرباء. وقتلوا بعض المحتجزين الآخرين رماية في حين استخدموا الجزء الآخر لتنفيذ جزء من خطة المجموعة الهادفة الى زيادة ثروتها بطلب الفدية من عائلاتهم.
وقال لأندرسون " لقد غسلوا أدمغتهم". واضاف "انهم لا يعرفون شيئا باستثناء أن هناك أمير، يرأسهم لا البغدادي [زعيم داعش]. يلتزمون بكل ما يقوله الأمراء ويعتبرونه صحيحاً". يقول لهم الأمراء:" يريدك الله أن تذهب وتقتل . ويعتبرون ان المسيحيين قتلوا المسلمين خلال الحروب الصليبية. وقال لي احدهم بأنني أنتمي إلى جيش البابا وأنني ساهمت في قتل المسلمين في إسبانيا. حاولت ان أقنعهم بأن هذا غير صحيح، وبأننا لسنا كذلك وبأننا لطالما تعايشنا مع المسلمين بسلام. ونحن نعمل معا ونقدر بعضنا البعض. ولكن هؤلاء يريدون أن يكون العالم على صورتهم، ويقتلون كل من يختلف عنهم".
وفي نهاية المطاف، جمعت أسرة الرجل 80،000 $ لإطلاق سراحه، فألقى به الخاطفون وسط الشارع في حلب." "لقيت في الطريق جنود من الجيش السوري الحر. فذهبت إليهم ورافقوني إلى كنيسة. وعندما رأيت الصليب قلت في نفسي "انا على قيد الحياة".
وأعرب الرجل لأندرسون عن بالغ حزنه جراء الوضع الراهن في بلاده فقال: "لا نهاية للوضع الراهن في الأفق. ولكن قبل أن يحدث كل هذا، كانت سوريا جميلة. فأنت، كامرأة، كان بامكانك التجول في البلد نهارا وليلا وعبور كل نقطة تفتيش، دون أن يزعجك أحد في حين لم يعد ذلك ممكناً الآن. لقد أصبحنا مثل العراق. ولا يمكن لأحد أن يعيد العراق إلى ما كان عليه سابقا. قال الشعب السوري انه يريد الحرية إلا ان ما نشهده اليوم ليس الحرية المنشودة فما نشهده اليوم هو الفوضى ". المصدر: التيار الوطني الحر