المدير السابق للأمن العام اللبناني: ظهور داعش مجددا ذريعة لبقاء الغرب في المنطقةالداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبهًا بانتمائهم لـ"داعش" بعملية أمنية في البلادتطورات الضفة الغربية.. اقتحام بلدات وقرى في جنينحرب غزة في يومها الـ203.. قصف إسرائيلي متواصل وسط تحركات لأجل اتفاق هدنةالضفة الغربية.. استشهاد فلسطينية برصاص الاحتلال شمال الخليلحرب غزة في يومها الـ201.. قصف على بيت لاهيا ومخيم النصيراتالضفة الغربية.. شهيد برصاص الاحتلال في أريحا ومستوطنون يقتحمون الأقصىحرب غزة في يومها الـ200.. غارات عنيفة على الشمال وقصف مدفعي على خان يونسجيش الاحتلال يصيب ويعتقل فلسطينيين باقتحام 5 مدن في الضفةمجزرة مخيم نور شمس نموذج غزة في الضّفة
   
الصفحة الرئيسة القائمة البريدية البريد الالكتروني البحث سجل الزوار RSS FaceBook
حرمات ـ العراق
تصغير الخط تكبير الخط طباعة الصفحة Bookmark and Share
نغم نوزت: هذه شهادتي عن بيع واغتصاب الإيزيديات من قبل "داعش"

في الثالث من أغسطس (آب) 2014 اجتاح  "داعش" قضاء سنجار والنواحي والقرى التابعة له، ومنذ ذلك التاريخ وعلى مدى ثلاثة أعوام، استمرت عناصره في تنفيذ عمليات الإعدام الجماعية، وإجبار الإيزيديين، سكان هذا القضاء، على تغيير ديانتهم وخطفهم واسترقاقهم وممارسة العنف الجنسي الممنهج بحقهم، إلى أن نجح التحالف الدولي في انتزاع جميع الأراضي من تحت سطوته، وأعلن تحريرها في ديسمبر (كانون الأول) 2017.

في تلك الأثناء كانت الطبيبة الإيزيدية نغم نوزت تواصل عملها في مساعدة الناجيات من أَسر "داعش" على التعافي من الإيذاء الجسدي والألم النفسي الذي تعرضن له، موثقة 1200 شهادة لأطفال ونساء، وتنوعت الحالات بين اغتصاب جماعي وبيع في مزادات علنية وتعذيب من قبل زوجات عناصر "داعش"، وعلى رغم مرور تسعة أعوام على بداية تلك الأحداث ما زالت نغم نزوت مؤمنة بأن دورها لم ينته بعد، لا سيما أن هناك مئات من مجهولي المصائر وآلاف غيرهم يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات العيش.

وفي ضوء استمرار معاناة الإيزيديات في العراق، حاورت "اندبندنت عربية" الطبيبة النسائية نغم نوزت، الحائزة على اعترافات دولية باعتبارها واحدة من أكثر الملهمات في المنطقة العربية، نظراً إلى أنها استطاعت رسم الابتسامة على شفاه الناجيات من أسر "داعش" وتقديم الدعم الطبي لهن، فضلاً عن توثيق شهادات الضحايا في أوقات كانت عناصر التنظيم تتمدد في قرى ومدن العراق، من دون أن تخاف على مصيرها.

شهادات الاغتصاب والاستعباد

تقول نغم نوزت (45 سنة)، الحائزة على "جائزة الشجاعة الدولية" من قبل وزارة الخارجية الأميركية والتي تمنح للنساء اللواتي يظهرن شجاعة واستعداداً للتضحية من أجل الآخرين، ولعبن دوراً مؤثراً في تقدم وضع النساء في العالم، "عالجت ناجيات من أسر داعش أصبحن ناشطات مهمات في المجتمع الدولي مثل نادية مراد الحائزة على جائزة نوبل للسلام، وما زالت الصدمة بداخلهن، على رغم قدرتهن على التعبير عن آرائهن، فهن لم يتغلبن بعد على الأذى النفسي، أقول ذلك بصفتي الطبيبة التي عايشت قصصهن، فما حدث معهن لا يمكن نسيانه بسهولة".

وأشادت الناشطة الإيزيدية العراقية نادية مراد الحائزة على جائزة نوبل للسلام في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بالدور الذي قامت به نغم نوزت مع الناجيات من  "داعش"، وحرصت عندما أهدتها كتابها "الفتاة الأخيرة" الذي سردت فيه قصتها في الأسر واستعبادها من قبل التنظيم، على كتابة رسالة خاصة لنوزت جاء فيها "أنت حاربت داعش بأقوى سلاح حين قررتِ أن تعالجي كل واحدة منا، وتلك تجربة أعادت الروح لأجسادنا".

مجهولو المصائر

وتستمر الطبيبة نوزت في الدق على وتر إهمال ملف الإيزيديات في العراق، وتقول إن "1700 حالة لا تزال مجهولة المصير، إذ بدأت عمليات تحرير الناجيات تقل مع مطلع عام 2018، بعد استلام 3400 ناجية، وطالبنا بتأسيس فريق دولي ومحلي للبحث عن مصائر هؤلاء الضحايا وسط تجاهل غير مفهو، وجهود تشكيل هذا الفريق باءت بالفشل، إضافة إلى الحال المزرية التي تعيشها الناجيات من أسر داعش، فكثيرات حصلن على الرعاية في ألمانيا وفرنسا ودول أوروبية أخرى، لكن العدد الأكبر منهن ما زال موجوداً في مخيمات بائسة تفتقر إلى أبسط مقومات العيش، ومعاناتهن مستمرة منذ اليوم الأول لاجتياح داعش للعراق وحتى هذه اللحظة".

وتابعت نوزت أن "الظروف النفسية للناجيات صعبة جداً لأسباب عدة أولها عدم القدرة على نسيان ما حدث معهن في معسكرات داعش، من عنف ومتاجرة وعمليات بيع، مروراً بفقدانهن ذويهم، وصولاً إلى نقص المساعدات المقدمة لهن".

وأقر مجلس النواب العراقي في مارس (آذار) 2021، قانون الناجيات الإيزيديات الذي يضع إطاراً لتقديم الدعم المالي وأشكال التعويض الأخرى للناجيات، ليس فقط للنساء الإيزيديات، ولكن للناجيات من الطوائف الدينية والإثنيات الأخرى اللواتي استهدفهن "داعش" عقب احتلاله مساحات شاسعة من العراق في الفترة بين العامين 2014 و2017، وفق برنامج أممي لتأهيل الناجيات على تجاوز الصدمات النفسية والاجتماعية. ورحبت منظمة العفو الدولية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 بصدور اللوائح التنفيذية للقانون، لكنها استنكرت "تجاهل" السلطات العراقية التوصيات التي قدمتها منظمات المجتمع المدني.

ونص القانون على تقديم الدعم لضحايا "داعش" وعلى رأسهم النساء الإيزيديات اللواتي اختطفن قبل تحريرهن، وكذلك أفراد من أقليات عرقية أو دينية أخرى عانوا جرائم التنظيم الإرهابي، كالتركمان والمسيحيين والشبك، وأتاح للضحايا الحصول على دعم مادي شهري، وتوفير السكن والمساعدة النفسية والاجتماعية، على أن تكون لهم الأولوية في اثنين في المئة من الوظائف بالقطاع العام.

الهروب من الجحيم

وروت الطبيبة نوزت "عندما سقطت سنجار في أيدي داعش في الثالث من أغسطس 2014، غادرت بعشيقة لاقتراب عناصر التنظيم من اجتياح بلدتي، هاربة إلى إقليم كردستان، واتجهت إلى منطقة النزوح، حيث التقيت من فروا من سنجار، كانوا نحو 400 ألف نازح، قطعوا مسافات طويلة وصلت إلى ثلاثة أيام سيراً على الأقدام، تطوعت وأشرفت طبياً على الحالات التي تعاني الإجهاد، مقدمة لهم الإسعافات الأولية، وبدأت أنصت إلى القصص والحكايات المأسوية التي مرت بها مدينتهم، ووجدت معظم الحالات فاقدة لعائلاتها، وصدمتُ من شهادات السبي والتعذيب وخطف أطفال ونساء من أبناء الطائفة الإيزيدية. لم أكن قادرة على استيعاب تلك المآسي".
وتقع سنجار، موطن أجداد الإيزيديين، في شمال غربي العراق، وهي أقلية ناطقة باللغة الكردية عانت التهميش والاضطهاد.

ووفقاً لتقرير نشرته منظمة الهجرة الدولية في أغسطس العام الماضي، تزامناً مع مرور ثمانية أعوام على بدء هجمات "داعش" في سنجار، فإن المدينة القديمة في حال خراب كامل مع بقايا قليلة من مظاهر الحياة السابقة، لا سيما أن 42000 شخص ممن عادوا للمنطقة لا يزالون يواجهون تحديات هائلة لإعادة بناء حياتهم، ويعيش حوالى 200 ألف إيزيدي في نزوح داخل المخيمات وخارجها في جميع أنحاء إقليم كردستان العراق.

ومضت الطبيبة الإيزيدية في حديثها "بقيت إلى جوارهم 10 أيام، أوضاعهم كانت بائسة لأقصى درجة، إذ إنهم اضطروا إلى افتراش الرصيف، وهم في حال إعياء شديد لعدم وجود أماكن للسكن، وحين علمت بهرب طفلتين من جحيم داعش، غادرت مكاني متجهة إلى الحدود لألتقي بهما، كانت أعمارهما لا تزيد على ثماني سنوات، تحدثتا بألم عن فقدان ذويهما، ومنذ تلك اللحظة بدأت توثيق شهادات ضحايا داعش من الأطفال والنساء الإيزيديات، كانت جميعها مروعة بين اغتصاب جماعي وبيع أطفال ونساء وإهداء فتيات بين عناصر التنظيم".

وبدأت نوزت حديثها عن بداية اهتمامها بملف حقوق الإنسان وتقديم الدعم للناجيات من أسر "داعش"، فقالت إن "قصتي بدأت مع الناجيات في سبتمبر (أيلول) 2014، كنت ألاحقهن لتقديم خدمات طبية لهن، واتفقت مع الدائرة الصحية في دهوك شمال العراق على تأسيس مركز مخصص لتقديم الرعاية الطبية لتلك الحالات، ووثقت 1200 شهادة لناجيات تراوحت أعمارهن بين تسع و65 سنة، ذوات قصص مؤلمة، تأذيت منها نفسياً، وبالأخص ما حدث للأطفال دون الثامنة من عمليات اغتصاب. أصبت بذهول من الجرائم التي نُفذت في حقهن من قبل عناصر التنظيم، كيف لرجال تخطوا الـ60 أن يستغلوا فتيات جنسياً واستخدام تلك الطرق البشعة في التعذيب النفسي والجسدي".

ووفق نوزت فإن "الفتيات اللواتي تعرضن للاغتصاب ووثقت شهاداتهن يقعن في الفئة العمرية بين ثماني إلى 15 سنة، تنوعت قصصهن بين بيع ومتاجرة واغتصاب جماعي، وكانت قصصهن مؤلمة، مثلها مثل الدراما والخيال، أمر لا يصدق أن يكون بين البشر أشخاص يهينون المرأة بتلك الصورة القاسية، الآن أصبحت أتوقع حدوث أي شيء من هول تلك المآسي التي كنت شاهدة عليها".

وحازت نغم نوزت جوائز دولية عدة منها جائزة "الوردة الفضية" والجائزة الفرنسية- الألمانية لحقوق الإنسان لمساعدة النساء المعنفات وإرسال أصواتهن إلى المجتمع الدولي وجائزة "نانسن" من قبل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وجائزة من قبل منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان.

طرق بيع النساء

وعادت نوزت لتسليط الضوء على شهادات الناجيات، فقالت إن "إحدى النساء كانت متزوجة حديثاً بعد قصة حب جمعتها بزوجها، إلا أن أفراد داعش قتلوا زوجها أمامها، وأصيبت بحال نفسية حادة، فبيعت 16 مرة بين عناصر التنظيم، وعندما حاولت الهرب بصحبة صديقتها، قبضوا عليهما وقطعوا رأس زميلتها أمام عينيها".

وترى الطبية الإيزيدية أنه على رغم المعاناة التي واجهت الناجيات فإن "تلك النساء يمتلكن قوة خارقة، إذ إنهن هربن من دون خوف من ذلك الجحيم على رغم تهديدات التعذيب والحرق والضرب، ولا أبالغ إن قلت إنني كنت أستمد قوتي منهن لمواصلة دوري في فضح جرائم داعش ضد الإيزيديات، ومن أجل الاستمرار في رسالتي الإنسانية تجاه النساء المعنفات من دون تمييز بين الإيزيديات وغيرهن من النساء ممن يتعرضن لمثل هذه الانتهاكات".

وفي ما يتعلق بأساليب المتاجرة بالنساء التي استخدمت من قبل "داعش"، قالت إن "البيع والمتاجرة حدثا بطرق عدة، منها إنشاء سوق النخاسة في الموصل، حيث كانوا يأخذون عدداً من النساء أعمارهن بين 13 و50 سنة، يجبروهن على ارتداء ملابس كاشفة، يتحركن مثل عارضات الأزياء، وتتم عملية المزايدة عليهن، إضافة إلى أشكال أخرى مثل تبادل إهداء السبايا بين بعضهم بعضاً، وحكت إحدى الناجيات بمرارة في شهادتها أنها بيعت بسيجارة، وشعرت في تلك اللحظة بحسب وصفها بأنه تتم معاملتها في منزلة أقل من الحيوانات".

وتابعت نوزت حديثها عن عمليات المتاجرة بالإيزيديات، فروت أن "عمليات البيع تمت أيضاً عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بداعش، فكانوا يعرضون الفتيات عن طريق جريدة يمتلكونها وفي مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي. اهتموا بعرض الصغيرات لإظهار مفاتنهن، وكثير من الصور كانت شبه عارية، مرفقة بعبارات تفيد بأن الفتاة جميلة ومطيعة وقادرة على الخدمة والطبخ وكانوا يضعون متوسطاً للبيع بـ 100 دولار".

وفي معرض الكلام عن اهتمام "داعش" باستغلال الأسرى من النساء في الأعمال المنزلية، صرحت نوزت "كانت تلك المسؤولية تقع على عاتق كبيرات السن بشكل رئيس، فكان من النادر استخدامهن في الجنس، ومعظم الحالات التي تجاوزت 65 سنة أفلتن من الاغتصاب وتم تحريرهن، نظراً إلى إصابتهن بأمراض مزمنة بحكم التقدم بالسن، ومع صعوبة انتقالهن من مكان إلى آخر، أطلق التنظيم سراح بعض المسنات في منطقة كركوك عام 2015، بينما كانت عمليات الاغتصاب والمتاجرة والاستخدام كدروع بشرية خلال المعارك تتزايد بين النساء دون 55 سنة".

دور زوجات "داعش"

وفي ما يتعلق بدور زوجات "داعش" ودرجة تعاطفهن مع الأسرى من النساء، قالت نوزت إن "زوجات داعش أسوأ من الرجال، كن يتعاملن مع الإيزيديات كخدم، وأخبرتني ناجية في شهادتها أن ’إحداهن طلبت مني عصر ثديها أثناء عملية الرضاعة إمعاناً في إذلالي‘، وشهادات أخرى عن استغلال الأسرى النساء من قبل زوجات داعش في الأعمال المنزلية الشاقة، وتعذيبهن في حال وقوع أي خطأ بسيط مثل كسرهن قدوح الماء، وبعضهن شجعن عناصر داعش على اغتصاب الإيزيديات باعتبار أننا كفار من وجهة نظرهن، والبعض الآخر كان ينتقم من باب الغيرة لاختيار أزواجهن تلك الفتيات وإعجابهم بهن".

وفي محاولة لإعادة تسليط الضوء على قضية الإيزيديات ومعاناتهن، ذكرت نوزت أن "عملية تحرير المختطفات بدأت عام 2017، لكن المجتمع الإيزيدي لم يتحرر حتى هذه اللحظة، وما زال هناك ما يقرب من 1700 شخص في عداد مجهولي المصير، ونساء أخريات في الأسر على رغم مرور ما يقرب من ست سنوات على تحرير المناطق من سطوة داعش".

غياب الدعم

ومع إشادتها بدور المجتمع الدولي في مساندة الإيزيديات، عادت نوزت وأكدت أنه "مع الأسف بعد عام 2017 والبدء بعمليات التحرير انخفض الدعم وغاب الاهتمام عن القضية الإيزيدية، خصوصاً في ما يتعلق بملف الناجيات. لسنا ضد مساعدة أي ضحايا في مناطق أخرى، بل على العكس من حق جميع من تعرضوا للمعاناة أن يجدوا أيادي تساعدهم، لكن قضيتنا قضية كبرى تتطلب تسليط الضوء عليها طوال الوقت، ما زال بعضهم مصيره مجهولاً، وما يقرب من 250 ألف شخص يعيشون في مخيمات بائسة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة"، وأضافت "كنا نتمنى أن تظل الحماسة قائمة من الجهات الدولية للقضية، أنا أقوم بدوري في توصيل أصوات الضحايا باعتباري من الشهود على ما حدث، ولا بد من أن يقوم كل بدوره لأن الغرض الأساس إنساني لمساندة من تعرضوا للإيذاء من قبل داعش".

وعبرت نوزت عن أملها في "عودة تلك الجهود، فمنطقة سنجار تحولت إلى مقابر جماعية، العظام ملقاة في الشوارع، بينما الملف يضمحل، وما زالت المنطقة محوراً للصراعات الإقليمية والدولية، والجميع يخشى العودة لسنجار لغياب الأمن والأمان، مفضلين البقاء في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، وطالبنا جهات عدة بتقديم دعم أكبر للمخيمات، بخاصة عائلات المخطوفين".

وفي نوفمبر 2018، أفاد تقرير صادر عن الأمم المتحدة حول تركة إرهاب "داعش" في العراق بوجود أكثر من 200 مقبرة جماعية تضم رفات الآلاف الضحايا تم اكتشافها في المناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم في البلاد سابقاً.

وبحسب نوزت "لم يحدث تغير ملموس في حياة الناجيات، معاناتهن مستمرة، على رغم ما قدم لهن من دعم طبي، نظراً إلى أن عمليات التأهيل تستغرق فترات طويلة ليتقبلن الحياة مرة أخرى. بعض تلك الحالات عادت لنقطة الصفر، بعد مضي تسعة أعوام على المأساة، فعائلاتهم مفقودة ومناطقهم غير آمنة والأماكن التي تم تحريرها مهدمة ولا تصلح للحياة".

ودمر داعش حوالى 80 في المئة من البنية التحتية العامة، و70 في المئة من منازل المدنيين في مدينة سنجار والمناطق المحيطة بها، وعلى رغم اعتماد ما يقرب من 85 في المئة من سكان سنجار على الزراعة قبل عام 2014، قضى مسلحو "داعش" على الموارد الطبيعية للمنطقة وخربوا قنوات الري والآبار وسرقوا أو أتلفوا المعدات الزراعية وجرفوا الأراضي الزراعية.

وعام 2015، عملت نوزت ضمن برنامج نقل الناجيات إلى ألمانيا كطبيبة للبرنامج الذي أفضى إلى مساعدة 1000 ناجية، انتشرن في أوروبا لتلقي الدعم النفسي هناك، بعد حصولهن على موافقات من كندا وأستراليا وفرنسا، وتردف نوزت "تلك المساعدة غيرت حياتهن، لكن أقرانهن اللواتي ما زلن في العراق حيث يواجهن ظروفاً صعبة، لم يفقن بعد من الصدمة التي تعرضن لها".

أمراض جنسية منقولة

وانتقلت نوزت للحديث عن الحال الصحية للناجيات ومدى تأثر المغتصبات في ظل تعرضهن للإيذاء الجنسي مرات عدة بواسطة أشخاص مختلفين، فقالت "كان الأمر الجيد أنه لا توجد حالة إيدز واحدة بين الناجيات، واقتصر الأمر على خمس حالات تعرضن لالتهاب الكبد الفيروسي، بينما أصيب معظمهن بالتهابات شديدة في الجهاز التناسلي، معظمها في المجاري البولية، إضافة إلى أمراض جلدية مثل حبة بغداد والجرب، وبعضهن كن يعانين عدم انتظام الدورة بسبب الإسراف في استخدام حبوب منع الحمل، فضلاً عن حالات فقر الدم الشديد".

وضع المرأة الإيزيدية مأسوي ومعاناتها لا حدود لها، بحسب تعبير نوزت التي عكست مخاوف الناجيات من عودة "داعش" مرة أخرى، مما دفع "اندبندنت عربية" إلى سؤالها عن أسباب استهداف الإيزيديات وممارسة جرائم بحقهن بصورة أكبر، لترد أن "ديانتنا مغلقة، ليست لدينا دعوة أو تبشير، ليس من حقنا الزواج بأي ديانة أخرى، أو أن نجذب أصحاب ديانات أخرى إلينا، نحن في نظر التنظيم كفرة، وباعتبارنا لا كتابيين يرون أن لديهم الحق في سبي النساء الإيزيديات واغتصابهن، وتطبيق حكم القتل على الرجال أو إجبارهم على تغيير ديانتهم".


العراق داعش عمليات إرهابيةالإيزيديات

18:23 2023/08/01 : أضيف بتاريخ


معرض الصور و الفيديو
 
تابعونا عبر الفيس بوك
الخدمات
البريد الالكتروني
الفيس بوك
 
أقسام الموقع
الصفحة الرئيسية
سجل الزوار
معرض الصور و الفيديو
خدمة البحث
البحث في الموقع
اهلا وسهلا بكم في موقع حرمات لرصد إنتهاك المقدسات