جيش الاحتلال يصيب ويعتقل فلسطينيين باقتحام 5 مدن في الضفةمجزرة مخيم نور شمس نموذج غزة في الضّفةاستشهاد 3 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربيةغزة: انتشال 150 جثة من مقبرتين جماعيتين في مشفى "ناصر" بخان يونسسوريا: ارتقاء 22 عنصراً من القوات الرديفة شهداء في كمين لـ"داعش" في ريف حمصحرب غزة بيومها الـ196.. غارات عنيفة على النصيرات والاحتلال يمهد لتهجير رفحأحدهم كان يتفقد منزله.. "إسرائيل" تواصل قتل الفلسطينيين بهجمات على غزةحرب غزة في يومها الـ195.. قصف نازحين شرقي رفح وانتشال شهداء بمخيم النصيراتغزة: انتشال 30 شهيدًا مدفونين في مقبرتين بمجمع الشفاء7 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي عنيف استهدف منزلاً برفح
   
الصفحة الرئيسة القائمة البريدية البريد الالكتروني البحث سجل الزوار RSS FaceBook
حرمات - سوريا
تصغير الخط تكبير الخط طباعة الصفحة Bookmark and Share
مجزرة معان: مشهد من مشاهد الإجرام التي ارتكبها المسلحون

حكمت خضور ’حلاق’ بلدة معان ذبيحاً
 
 
ثائر العجلاني
مجازر تلو الأخرى يرتكبها المسلحون التكفيريون في سوريا بحق المدنيين العزّل، ولا يردعهم رادع.. يقومون بانتهاك الحرمات بلا شفقة ولا مراعاة لحرمة وأعراض.. أدنى ما يمكن أن نصفهم بأنهم ذوو قلوب ميتة جوفاء. فبعد مجازر عديدة ارتكبتها المجموعات المسلحة بحق السوريين منذ بداية الأزمة، دخلت بلدة معان قائمة القرى التي اجتاحها الارهابيون، وذلك بعد الحولة في حمص وقرى ريف اللاذقية وعدرا العمالية في ريف مشق.

القرية التي تبعد عن مركز مدينة حماه أكثر من 20 كلم شمالاً، استشهد فيها العديد من المدنيين ذبحاً بأيدي المسلّحين، معظمهم من آل خضور، حيث يروي الناجون منهم ما حدث على طريقتهم. يقول أحدهم "اجتمعنا في منزل خالي "حكمت" عجوز مبتسم رغم مصاعب الحياة التي شلّت قدميه ليحمل لقب عرف به في القرية "المبتسم المشلول".

0557_475
أهل الشهداء من آل خضور رفضوا أن يغادر الراوي دون أن يشاركهم "الطعام على نية الفرج"

"نيران بدأت تلتهم أرزاقنا وأصوت عصافير الـ"ضيعة" كتمها صوت الهاون"، يصف _من كتب له النجاة من المجزرة _ مشهد القرية عندما اجتاحها المسلحون. بحرقة وألم، يتابع القول "تكبيرات الموت التي أطلقها التكفيريون كانت تقترب ومشاهد مجزرة أهلنا في ريف اللاذقية استحضرتها الذاكرة".

صمدوا في القرية ورفضوا الخروج منها، وقالوا "نحنا الختيورا بدنا نبقى اذا متنا بتذكرونا وقت الحصيدي، كرومنا منسقيها بدمنا"، هكذا كان جواب كبار السن بعدما استقرّ الرأي عند المجتمعين ان يحاولوا النجاة بأولادهم وأعراضهم. وحينما قرروا الخروج من القرية "كانت أصوات المسلحين تقترب، يصرخون بلهجات غريبة وبعضهم يلبس الزي "الافغاني" .. أصوات الرصاص وقذائف المدفعية تنهمر على بيوتنا"، يقول الراوي.
المصدر: العهد

حان وقت الرحيل.. لحظات قاسية مرّت و"نحن نودّع بعضنا" .. و"بقي خالي حكمت خضور"، يضيف ابن العائلة، الذي ودّع "المبتسم المشلول" على طريقته "قبلت قدم خالي، ماسحاً عليها بيدي دمعاً، كانت خطوط يديه آخر ما رأيته وهو يلوح لي مودعاً".

وكان الوداع الاخير، "حكمت خضور خالي" ذبح بطريقة وحشية بعد مغادرتنا بحوالي الساعة"، أردف الراوي القول مستذكراً لحظات مرّت مع خاله :"حكمت ختيار فقير .. فلاح مثل كل سكان هذه الضيعة، أذكر جيداً كيف كنت أقص له شعره ويمازحني كل مرّة طالباً أن أصبغ له شيب شعره سواداً رغم أني استطيع ان أعد ما بقي في رأسه من شعر...". وبصوت خافت وبنبرة حزينة يضيف "لا أستطيع أن أتخيّل أن رأس هذا الرجل تدحرج في فناء الدار".

ولم يكتف المسلحون باستهداف من بقي في القرية انما لاحقوا الفارين منها، الذين ذهبوا تباعاً على شكل مجموعات من القرية باتجاه بلدة كوكب وفيها أقرب حاجز للجيش السوري يبعد حوالي خمسة كلم، ومنهم "فريزة خضور"، حيث كان "الليل حالكاً مظلماً .. عويل النساء وهنّ يحملن أطفالهن، ما زال كابوساً يقتلني كل مساء"، يصف الراوي المشهد، ويقول "التكفيريون واصلوا استهدافنا بالقناصات وقذائف الهاون فقتل منا أكثر من ستة .. ابنة عمي "فريزة " استشهدت على الطريق". ويتساءل والدمع يجري على خديه "هل تعرف ما هو شعور من تقتل ابنه عمه ولا يستطيع سحب جثتها؟".

"ما ذنب هؤلاء الابرياء، لم يكن في بلدتنا قطعه عسكرية ولم نحمل سلاحاً نعتدي به على أحد كنا نعيش بسلام وابتسام"، يعلّق ابن آل خضور على الحادثة، ويضيف "اتخيّل ابنة عمي ممددة الآن بين الاشجار تشعر بالبرد والجوع".

ولم تنته القصة عند هذا الحد، استرسل قائلاً "في اليوم التالي لنجاتنا اتصل بنا شخص "غريب" مفاوضاً على إحدى الجثث وطلب مبلغ مليوني ليرة سورية لتسليمنا الجثة، وضعنا المادي لا يسمح لنا بالدفع و"أخلاقه" لم تسمح له بتسليمنا الجثة من دون مقابل، أغلب الظن انه أحرقها كما توعدنا".

قصة حزن، هي نسخة تحكي عن كثير من القصص المماثلة التي تحصل في سوريا، أبطالها شهداء رفضوا الاّ أن يصمدوا في بلدهم سوريا، لأن "قدرنا ان نتجذّر في هذه الارض، لن نترك بلادنا، سنرفع اسم "ضيعتنا" عالياً وسنرد كيد المعتدي بأخلاق نعتبرها إرثنا .. حسبنا الله ونعم الوكيل"، يختم الرواي.


20:26 2014/02/16 : أضيف بتاريخ


معرض الصور و الفيديو
 
تابعونا عبر الفيس بوك
الخدمات
البريد الالكتروني
الفيس بوك
 
أقسام الموقع
الصفحة الرئيسية
سجل الزوار
معرض الصور و الفيديو
خدمة البحث
البحث في الموقع
اهلا وسهلا بكم في موقع حرمات لرصد إنتهاك المقدسات