الضفة الغربية.. استشهاد فلسطينية برصاص الاحتلال شمال الخليلحرب غزة في يومها الـ201.. قصف على بيت لاهيا ومخيم النصيراتالضفة الغربية.. شهيد برصاص الاحتلال في أريحا ومستوطنون يقتحمون الأقصىحرب غزة في يومها الـ200.. غارات عنيفة على الشمال وقصف مدفعي على خان يونسجيش الاحتلال يصيب ويعتقل فلسطينيين باقتحام 5 مدن في الضفةمجزرة مخيم نور شمس نموذج غزة في الضّفةاستشهاد 3 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربيةغزة: انتشال 150 جثة من مقبرتين جماعيتين في مشفى "ناصر" بخان يونسسوريا: ارتقاء 22 عنصراً من القوات الرديفة شهداء في كمين لـ"داعش" في ريف حمصحرب غزة بيومها الـ196.. غارات عنيفة على النصيرات والاحتلال يمهد لتهجير رفح
   
الصفحة الرئيسة القائمة البريدية البريد الالكتروني البحث سجل الزوار RSS FaceBook
حرمات - سوريا
تصغير الخط تكبير الخط طباعة الصفحة Bookmark and Share
"استخبارات داعش"... غوص في الهيكلية والتجنيد والتأهيل

اعتقاداً منه أنه يُلبّي النداء "المُقدّس"، غادر هاري سارفو منزله في مدينة بريمين الالمانية في العام 2015، وقاد سيارته لأربعة ايام متواصلة للوصول إلى الاراضي التي يُسيطر عليها تنظيم "داعش" في سوريا.
وما إن وصل، برفقه صديقه الالماني، حتى أبلغته عناصر "ملثّمة" من التنظيم أنها تُريد منهما العودة إلى بلدهما الأم ومساعدة التنظيم، كغيره من الوافدين الجدد، في نشر الإرهاب حول العالم.
تحدّثت العناصر، بصراحة، عن وجود العديد من المُجنّدين في الدول الأوروبية الذين ينتظرون الأوامر لمهاجمة الأوروبيين، وكان ذلك قبل هجمات بروكسل وباريس.
ونقل سارفو، في حديث لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية من سجنه الالماني، عن الملثّمين قولهم إن للتنظيم "أعدادا لا بأس بها من المجنّدين في بعض الدول الأوروبية، "لكنّه بحاجة إلى المزيد منهم في المانيا وبريطانيا تحديداً. فهل تُمانع في العودة إلى المانيا لأن هذا ما نحتاجه في الوقت الراهن؟".
لطالما ردّد الملثّمون أنهم يُريدون تنفيذ الكثير من الهجمات المتزامنة في انكلترا والمانيا وفرنسا.
هؤلاء المُلثّمون كانوا ينتمون إلى "جهاز استخبارات" أو "أمني" باللغة العربية، وهو عبارة عن جهاز مختصّ بتصدير الإرهاب إلى الخارج ومؤلف من فرعين: القوات الداخلية والعمليات الخارجية.
وتصف الوثائق، التي حصلت عليها "نيويورك تايمز" من الاستخبارات الفرنسية والبلجيكية والنمساوية، إضافة إلى ملفات استجواب العديد من المجنّدين الذين اعتُقلوا لدى عودتهم إلى بلادهم، الجهاز "السرّي" بأنه "شبكة متعدّدة المستويات تحت قيادة المتحدّث باسم داعش أبو محم العدناني، وتُعاونه مجموعة من المساعدين الذي يتمتّعون بصلاحية مُطلقة في التخطيط لهجمات إرهابية في مناطق مختلفة من العالم.
ويندرج ضمن الجهاز عدد من الأجهزة الأخرى بما في ذلك جهاز استخبارات للشؤون الاوروبية، وجهاز استخبارات للشؤون الآسيوية، إضافة إلى جهاز استخبارات للشؤون العربية.
ووفقاً للوثائق والمقابلات، فإن الوحدة تتمتّع بتفويض مُطلق لتجنيد وإعادة توجيه عناصر من كافة وحدات التنظيم، من الوافدين الجُدد إلى المُقاتلين المحنّكين، ومن القوات الخاصة إلى وحدات النخبة. وتُظهر سجلات الاستجواب أنه يتمّ اختيار العناصر حسب الجنسية وجمعهم حسب اللغة المُشتركة بينهم ضمن وحدات صغيرة منفصلة، يلتقي أعضاؤها فقط عشية مغادرتهم إلى بلادهم.
ويتمّ التنسيق بين التخطيط للعمليات الإرهابية والدعاية المُرافقة لها خلال اجتماعات شهرية مع العدناني الذي يختار الأشرطة المُروّعة التي تروّج لفظاعات التنظيم خلال المعارك.
واستناداً الى أقوال المُقاتلين المُعتقلين، يلعب جهاز الاستخبارات دوراً مهماً في عمليات التنظيم الإرهابية في باريس وبروكسل، كما اشارت التحقيقات إلى أن عناصر الجهاز تمّ إرسالهم إلى النمسا وألمانيا وإسبانيا ولبنان وتونس وبنغلادش وإندونيسيا وماليزيا.
وأوضح سارفو أن "عملاء التنظيم السريّين في أوروبا يستخدمون الأشخاص الذين قاموا باعتناق الإسلام حديثاً أو "الرجال النظيفين" أي أصحاب السجّلات النظيفة القادرين على أن يكونوا صلة الوصل بين الراغبين في تنفيذ العمليات الإرهابية مع العملاء الذين يمّدونهم بالتعليمات اللازمة من تصنيع الحزام الناسف إلى إعلان ولائهم للتنظيم.
وأشار مسؤول في الاستخبارات الأميركية، بالإضافة إلى مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى، إلى أن التنظيم أرسل مئات من عناصره إلى الدول الأوروبية مع وجود مئات منهم في تركيا فقط، الأمر الذي يؤكده سارفو الذي تمّ نقله من الحبس الانفرادي في سجنه الالماني لسقوط صفة العنف عنه.

فحص المُجنّدين
أول ما صادف سارفو، كغيره من الوافدين الجُدد إلى التنظيم، هو مجموعة من المهاجع التي أُعدت لهم داخل الحدود السورية المُقابلة لتركيا، حيث يتمّ أخذ البصمات وعينات من الدم، وإجراء فحص بدني، قبل أن يستجوبهم رجل يحمل كومبيوتر محمول، للحصول على ما يُشبه السيرة الذاتية.
الخلفية الإجرامية للوافد الجديد تفيد في اختياره للانضمام إلى "داعش"، خصوصاً إذا كان للوافد علاقات مع مجموعات "الجريمة المنظمة"، أو يُمكنه الحصول على هويات مُزوّرة أو لديه علاقات مع مُهرّبي بشر داخل الاتحاد الأوروبي.
نجح سارفو في هذه الاختبارات. وفي اليوم الثالث وصل أعضاء مُلثّمون من جهاز الاستخبارات يسألون عنه. أخبرهم أنه يُريد المُشاركة في القتال في سوريا أو العراق، لكن الملثّمين قالوا أن لديهم نقصا في أعداد المُقاتلين في المانيا وبريطانيا وأنهم يحتاجون إليه لتنفيذ عمليات إرهابية هناك.
وعلى العكس، يتمتّع التنظيم بفائض من المُقاتلين في فرنسا. يروي سارفو: "استفسر صديقي منهم عن فرنسا، فاغرورقت أعينهم من الضحك"، وأكدوا أنه لا توجد مشكلة بخصوص فرنسا، "ما في مُشكلة" بالعربية.
جرى هذا الحديث في نيسان من العام 2015، أي قبل سبعة أشهر من هجمات باريس في تشرين الثاني الماضي، والذي يُعدّ أسوأ هجوم إرهابي في أوروبا منذ أكثر من عشر سنوات.
وأظهرت ملفات استجواب المُقاتلين أن الجهاز الاستخباري كان مسؤولا عن تدريب عبدالرحمن أباعود مخطّط هجوم باريس، وسيف الدين الرزقي منفّذ الهجوم على منتجع سوسة في تونس، وإبراهيم البكراوي منفّذ تفجير مطار بروكسل.
وأظهرت سجلات وكالات الاستخبارات الفرنسية والنمساوية والبلجيكية أن 28 عنصراً على الأقل، تمّ تجنيدهم من قبل جهاز استخبارات "
داعش"، ونجحوا في الانتشار في بلدان خارج الأراضي الأساسية للتنظيم.
ومن خلال علاقته مع أفراد من الجهاز، علم سارفو أن التنظيم كان يسعى لسدّ الثغرات في شبكته العالمية، وتجنيد مقاتلين آسيويين ممن انفصلوا عن تنظيم "القاعدة" في آسيا.
وقال: "ضمّوا إليهم مُقاتلين سابقين لدى القاعدة، ممن لديهم تجارب وعلاقات في بنغلادش وماليزيا واندونيسيا".
ونجح التنظيم في تجنيد عشرات الأميركيين والكنديين لتنفيذ العمليات الخارجية. وقال سارفو: "الأمر كان سهلاً بالنسبة لهم باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، يصفون الأميركيين بالأغبياء الذين يُمكن تجنيدهم بسهولة. وإذا كانوا من أصحاب السجلات النظيفة، فإنهم قادرون على شراء السلاح بسهولة، وبالتالي لا يحتاجون إلى وسيط لإيصال السلاح لهم.

التدريب
يقوم التنظيم، منذ أواخر العام 2014، بإرسال تعليمات للوافدين، الذين تمّ تجنيدهم، بترتيب الاجراءات اللازمة كما لو أنهم يقضون عطلة في جنوب تركيا، بما في ذلك حجز رحلة العودة ودفع مصاريف عطلة في أحد المنتجعات البحرية، ليتمّ تهريبهم لاحقاً إلى سوريا من أجل التدريب المُكثّف الذي يمتدّ على عشر مراحل، بحيث لا يلفت غيابهم لفترة طويلة أنظار أجهزة الاستخبارات الغربية.
ونظراً لجثته الضخمة، تمّ تجنيد سارفو ضمن "القوات الخاصة" التي تُعتبر من وحدات النُخبة المسؤولة عن تجنيد المُقاتلين لفرع العمليات الخارجية. خضع سارفو وصديقه الالماني للتدريب في الرقّة، حيث تمّ طلاء كل الأشياء الظاهرة بالرمال، كي لا يتمّ اكتشافها من قبل الطائرات من دون طيار.
مُنع الوافدون الجدد من الاستحمام والأكل ما لم يُقدّموه هم، وتشارك خمسة أو ستة رجال كهفاً واحداً. حتى مياه الشرب تمّ تقنينها. كل كهف يحصل على كوبين من المياه فقط، في اختبار قاسٍ لمعرفة قدرتهم على التحمّل.
وبدأ التدريب القاسي والمُكثّف: ساعات من الركض والقفز والزحف، وبدأ بعض المُجندين بالإغماء. في الأسبوع الثاني، حصل كل مُجنّد على سلاح كلاشينكوف، وطُلب منه النوم والسلاح بين رجليه وكأنه يد ثالثة.
وتحمّل المُجنّدون عقوبات قاسية في حال التراخي، كتعليقهم على عامود وتقييد أيديهم وأرجلهم. وبعد تجاوزه المرحلة الثانية من التدريب، نُقل سارفو إلى جزيرة على نهر الطبقة. وبات على المُقاتلين النوم في حفر مُغطاة بالعصي. وتدرّبوا على السباحة والغطس والإبحار بالاعتماد على النجوم.
وخلال التدريب، تواصل سارفو مع مُقاتلي "جيش الخلافة" من مغاربة ومصريين واندونيسيين وكنديين وبلجيكيين. يتحمّل أعضاء "جيش الخلافة" مسؤولية اختيار المتطوّعين الأجانب الذين يتمّ تدريبهم وإرسالهم إلى بلادهم لتنفيذ الهجمات تحت راية "داعش". ويجب أن يكون هؤلاء المُقاتلون من العزاب، وبامكانهم التدرّب في مناطق نائية والانعزال لدى عودتهم إلى بلدانهم الأم.

الرجل الكبير
ومع تقدّمه في التدريب، أصبح سارفو مُقرّباً من "أمير المخيّم" مغربي الجنسية، والذي بدأ بكشف بعض التفاصيل عن كيفية التخطيط للعمليات الخارجية. عندها أدرك سارفو ان هناك شخصية رفيعة المستوى وراء استراتيجيات القوات الخاصّة وطموحاته.
"إنه أبو محمد العدناني. هو المسؤول عن جهاز الاستخبارات والقوات الخاصّة أيضاً. كل شيء بإمرته"، قال سارفو.
لدى انهاء المُقاتلين المراحل العشر من التدريب، تُعصب أعين المُقاتلين ويتمّ سوقهم للتعهّد بالولاء للعدناني الذي لا يعرف شكله أفضل المُقاتلين لديه.

الضباط المُساعدون
وضمن تنظيم "داعش" للمُقاتلين الأجانب، وتحديداً الأوروبيين، دوراً أساسياً في التخطيط للهجمات الإرهابية.
اتفق سارفو مع التحقيقات التي تؤكد أن المُقاتلين الفرنسيين والبلجيكيين كأباعود مُنحوا أدواراً مهمّة في إدارة جهاز الاستخبارات. وركّزت التحقيقات على اثنين من القادة الحاليين، هما "أبو سليماني الفرنسي" و "أبو أحمد السوري". وكلاهما يُعتبران من الضباط الكبار الذين يعملون مع العدناني.
يلعب الرجلان دوراً مهماً في اختيار المُقاتلين الذين سيتمّ إرسالهم لتنفيذ الهجمات في الخارج واختيار الأهداف وترتيب الاجراءات اللوجستية للعملاء، بما في ذلك دفع الأموال للمُهربين أو تحويل الأموال للخارج.
و "أبو سليماني الفرنسي"، مواطن فرنسي في الثلاثينيات من عمره، يُرجّح أنه من أصول مغربية أو تونسية، وتمّت ترقيته ليتولّى مهام التخطيط للهجمات الإرهابية في أوروبا بعد وفاة أباعود.
اما "أبو أحمد السوري" فهو مواطن سوري يتراوح عمره بين 38 أو 42 سنة؟، ضعيف البنية بلحية سوداء طويلة، وهو الذي "يُعطي الأوامر".
وهو الذي رتّب كل الإجراءات لتنفيذ اعتداءات باريس.

الهروب
خلال فترة وجوده في سوريا، تواصل سارفو مع العديد من المقاتلين الألمان الآخرين الذين طلبوا منه المشاركة في فيلم دعائي يستهدف المُتحدّثين باللغة الألمانية. توجّه المُقاتلون إلى مدينة تدمر الأثرية. وكانت مهمته في الفيلم حمل علم التنظيم والسير أمام الكاميرا حيث أُعيد تمثيل المشهد مرات عدّة.
وأجبر التنظيم أسرى سوريين على الركوع، ثمّ قام مقاتلون ألمان آخرين بإطلاق النار عليهم، مبدين اهتمامهم بالتأثيرات السينمائية فقط.وبعد الانتهاء من تصوير المشهد، استدار أحد المقاتلين سائلاً سارفو: "كيف كنت أبدو؟ هل كنت جيداً؟ هل كانت طريقتي في القتل جيدة؟".
ولاحقاً علم سارفو أنه تمّ بحث الفيلم خلال اجتماع شهري بين العدناني والمُقاتلين.
وشرح سارفو: "يترأس العدناني اجتماعاً شهريا يُدعى الشورى، حيث يتمّ البحث في الأشرطة المُصوّرة، وكل الأمور المُهمّة". خلال فترة التدريب، بدأ سارفو يشكّ في ولائه لـ "داعش"، وذلك بعد رؤيته مدى قسوة مُعاملتهم لأولئك الذين لا يستطيعون الاستمرار، كما أن الفيديو الدعائي خيّب أمله عندما رأى عدد المرات التي تمّت فيها إعادة المشاهد من أجل تصوير فيلم مدته خمس دقائق، بعدما أبهرته هذه الأفلام، خلال وجوده في المانيا، ظناً منه أنها حقيقية.
عندها بدأ التخطيط للهرب، الأمر الذي أخذ منه أسابيع من الركض والزحف في حقول من الطين قبل العبور إلى تركيا. وتمّ اعتقاله في مطار بريمين في 20 تموز 2015، واعترف بفعلته طواعية. ويقضي اليوم عقوبته بالسجن ثلاث سنوات بتهم تتعلّق بالإرهاب.
المصدر: نيويورك تايمز


17:49 2016/08/05 : أضيف بتاريخ


معرض الصور و الفيديو
 
تابعونا عبر الفيس بوك
الخدمات
البريد الالكتروني
الفيس بوك
 
أقسام الموقع
الصفحة الرئيسية
سجل الزوار
معرض الصور و الفيديو
خدمة البحث
البحث في الموقع
اهلا وسهلا بكم في موقع حرمات لرصد إنتهاك المقدسات