سوريا: ارتقاء 22 عنصراً من القوات الرديفة شهداء في كمين لـ"داعش" في ريف حمصحرب غزة بيومها الـ196.. غارات عنيفة على النصيرات والاحتلال يمهد لتهجير رفحأحدهم كان يتفقد منزله.. "إسرائيل" تواصل قتل الفلسطينيين بهجمات على غزةحرب غزة في يومها الـ195.. قصف نازحين شرقي رفح وانتشال شهداء بمخيم النصيراتغزة: انتشال 30 شهيدًا مدفونين في مقبرتين بمجمع الشفاء7 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي عنيف استهدف منزلاً برفحاستشهاد 56 فلسطينيًا في قطاع غزة خلال 24 ساعةالشرطة الأسترالية: الهجوم بسكين داخل كنيسة في سيدني إرهابيسقوط عشرات الشهداء وسط وشمال قطاع غزةجريمة إسرائيلية جديدة: مقبرة جماعية في ساحة مجمع الشفاء
   
الصفحة الرئيسة القائمة البريدية البريد الالكتروني البحث سجل الزوار RSS FaceBook
حرمات - سوريا
تصغير الخط تكبير الخط طباعة الصفحة Bookmark and Share
شاهد على «حكم داعش» في الحسكة: «اعترفت تحت التعذيب ... فقطعوا يدي»

يغطّي بشار وهو فتى عمره 16 سنة، ساعده بضمادة بيضاء اللون، لعله يخفي قطع «داعش» يده إثر اتهامه بالسرقة في بلدة الهول السورية، قبل طرد التنظيم منها منذ سبعة أشهر.

في منزله المتواضع في بلدة الهول في محافظة الحسكة (شمال شرقي سورية)، يستعيد بشار قاسم ذو البشرة السمراء اللون لحظات محفورة في ذاكرته مع التنظيم المتطرف. ويقول لوكالة «فرانس برس»: «كنت عائداً من زيارة لشقيقتي في مدينة الحسكة حين أوقفني عناصر التنظيم عند أحد الحواجز واتهموني بسرقة هاتف خليوي».

أصر بشار على رفض اتهامات التنظيم وعلى براءته، لكن شدة الضرب الذي تعرض له أرغمه على الاعتراف بجرم لم يرتكبه، على حد قوله. ونقله التنظيم حينها إلى مدينة الشدادي التي تبعد حوالى ثمانين كيلومتراً جنوب غربي الهول، حيث بقي في السجن «حوالى أربعين يوماً».

وطردت «قوات سورية الديموقراطية» في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 تنظيم «داعش» من بلدة الهول، وفي شباط (فبراير) من الشدادي التي كانت تعد معقله الأساسي في محافظة الحسكة.

بعد أيام طويلة في السجن، أبلغ عناصر التنظيم بشار انه حان الوقت للعودة الى المنزل، لكن الفتى لم يصدق ما قيل له باعتبار انه يعرف «انهم كاذبون»، وفق قوله.

ويروي «وضعوني في سيارة وقالوا لي بعدها اننا وصلنا الى البيت، رفعوا الرباط عن عيني فوجدت الناس من حولي ينتظرون تنفيذ القصاص» في إحدى ساحات قرية الدشيشة في ريف الشدادي. ويتابع «حين رأيت العالم ظننت انهم سيقطعون رأسي... حاولت الهرب لكنني لم أتمكن بسبب القيود في يدي. اجلسوني على طاولة ورفضت أن أعطيهم يدي في البداية لكنهم ضربوني، من ثم حقنوني وخدروني وقطعوا يدي، وحين استعدت وعيي وجدت نفسي في المستشفى يدي مقطوعة».

ليس هذا وحده ما يزعج بشار حين استعاد هذه الحادثة، إذ يتذكر جيداً كيف أن «الناس من حولي كانت تضحك كما لو انه امر أقل من عادي» لافتاً إلى أن أحداً لم يبد اهتماماً ان كان «هناك من ظلم» في القصاص الذي يتم تطبيقه.

ويبث تنظيم «داعش» في المناطق الواقعة تحت سيطرته الرعب خلال الإعدامات الوحشية والعقوبات غير المسبوقة التي يطبقها على كل من يخالف أحكامه او يعارضه، من دون تمييز بين طفل وامراة ورجل او عجوز، عدا عن تحكمه بمفاصل الحياة اليومية كافة.

في بلدته الهول حيث المنازل المتواضعة والأزقة الرملية، يمضي بشار وقته اليوم في التجول مع شقيقه الأصغر سناً في الأحياء الشعبية. يزور اصدقاءه ويشتري البوظة التي يحبها بعدما يئس من امكانية ايجاد عمل يمكنه من المساهمة في إعالة أسرته في غياب والده الذي ترك العائلة عندما كان طفلاً في السادسة من عمره.

لا يرغب بشار اليوم بمتابعة دراسته ويسأل بانفعال «نسيت المدرسة ولا أريد الذهاب اليها، كنت أكتب بيدي اليمنى، لكنهم قطعوها ولا اعرف كيف اكتب بيدي اليسرى، ماذا ساستفيد من المدرسة؟».

ويضيف بتأثر بعد ان ينزع الضمادة عن ساعده «يا خسارة يدي». في إحدى غرف منزله المتواضع، يحاول بشار رغم الصعوبة إصلاح عجلة دراجته الهوائية مستخدماً يده اليسرى، هو الذي اعتاد على العمل ايضاً منذ الصغر.

ويقول: «عملت في محل للخضار وآخر للسمك والفراريج (الفراخ)» لمساعدة أسرته «لكنني اليوم من دون يدي لست قادراً على العمل ولا على مساعدة نفسي».

على بعد خطوات منه، تجلس والدته آسيا بردائها الأسود والتجاعيد ملأت وجهها. ترمق طفلها بنظرات حزن وتأثر، وتستعيد تلك اللحظات التي رفضت خلالها ان تصدق ما حصل لابنها.

وتشرح «بقيت طيلة يومين او ثلاثة ايام لا اصدق ما حصل، هل يصل بهم الأمر الى قطع يده؟ وحين اتى ورأيت يده مقطوعة، جننت» متسائلة عما اقترفه ليستحق هذا العقاب.

ويوضح بشار أن السجن في الشدادي كان «من ثلاث غرف. واحدة للنساء واثنتان للرجال إضافة الى ساحة خارجية يسمح للسجناء بالخروج اليها لمدة نصف ساعة فقط». ويتذكر كيف ان «طفلين يبلغان من العمر تسعة وعشرة اعوام كانا معي في السجن بتهمة (بيع) الدخان، أخذوهما وجلدوهما أمام العالم، ثم غرموهما قبل ان يطلقا سراحهما».

ورغم ان بيع الدخان كان يشكل مورد الرزق الوحيد للعديد من الأهالي، لكن هذا الموضوع يشكل خطاً أحمر بالنسبة الى «داعش». فالتدخين ممنوع والتجارة بالدخان كذلك.

ولا يغيب عن بال بشار صراخ النساء اثناء التحقيق معهن داخل السجن، وكذلك العقاب الذي أنزله عناصر التنظيم بحق شخص من دمشق تم توقيفه وبحوزته هاتف خليوي وجدوا فيه صوراً واغاني.

ويضيف: «كان عقابه الذبح ووضعوا لنا شاشة على حائط السجن» لمتابعة العملية.

ويتابع بشار بغضب «يمنعونك عن التدخين او تجارة الدخان، حتى المارتديلا والسردين والماجي، كل شيء ممنوع. يريدون من العالم ان تموت من الجوع حتى تصبح معهم».
المصدر: الحياة اللندنية


10:33 2016/06/16 : أضيف بتاريخ


معرض الصور و الفيديو
 
تابعونا عبر الفيس بوك
الخدمات
البريد الالكتروني
الفيس بوك
 
أقسام الموقع
الصفحة الرئيسية
سجل الزوار
معرض الصور و الفيديو
خدمة البحث
البحث في الموقع
اهلا وسهلا بكم في موقع حرمات لرصد إنتهاك المقدسات